عباقرة الحروب الإسلامية
عبد الرحمن بكر
Sachbuch / Religion: Allgemeines, Nachschlagewerke
Beschreibung
إِنَّ مَنْ تَغَلْغَلَ الإِيمَانُ فِي قَلْبِهِ وَتَمَكَّنَ مِنْ شَغَافِهِ، بَعْدَمَا أَخْلَصَ القَصْدَ وَالنِّيَّةَ لِلَّهِ وَحْدَهُ؛ لَحَرِيٌّ أَنْ تَسْرِيَ فِي عُرُوقِهِ دِمَاءُ البَطُولَةِ وَالرُّجُولَةِ فَتُمَدُّ الجَسَدَ بِمَدَدٍ لَا يَنْضَبُ مَعِينُهُ!! وَتُطْبَعُ صَاحِبَهَا عَلَى الجُرْأَةِ وَالإِقْدَامِ! وَتَبْدَأُ رَحْلَةُ جِهَادِ القَعْقَاعِ بْنِ عَمْرٍو التَّمِيمِيِّ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقَدْ كَلَّفَهُ أَبُو بَكْرٍ أَنْ يُغِيرَ عَلَى عَلْقَمَةَ بْنِ عِلَاثَةَ الْكَلْبِيِّ، الَّذِي ارْتَدَّ عَنْ دِينِهِ، وَتَنَكَّرَ لِلإِسْلَامِ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ ﷺ وَفَرَّ هَارِبًا إِلَى الشَّامِ، وَلَمَّا عَلِمَ بِوَفَاةِ الرَّسُولِ ﷺ عَادَ فِي قَوْمِهِ، وَمَكَثَ فِيهِمْ نَاعِمَ الْبَالِ. فَمَا أَنْ عَلِمَ بِخَبَرِهِ الصِّدِّيقُ أَبُو بَكْرٍ، حَتَّى أَرْسَلَ إِلَيْهِ القَعْقَاعَ بْنَ عَمْرٍو لِيَأْسِرَهُ أَوْ يَقْتُلَهُ، فَلَمَّا وَصَلَ القَعْقَاعُ إِلَى امْرَأَتِهِ وَأَبْنَائِهِ، أَعْلَنُوا إِسْلَامَهُمْ، وَأَنْكَرُوا رِدَّةَ أَبِيهِمْ، الَّذِي فَرَّ هَارِبًا، ثُمَّ مَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ فِيمَا بَعْدَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ تَائِبًا فَقَبِلَ تَوْبَتَهُ، وَكَيْفَ لَا؟! 'وَالإِسْلَامُ يَجُبُّ مَا قَبْلَهُ'.